lolo
المساهمات : 2711 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: انتقمت من أخيها في ابنها فكرهها الأحد ديسمبر 02, 2007 3:20 am | |
| انتقمت من أخيها في ابنها فكرهها
سيدتي.. هل يمكن أن تكره الأم؟ لم أكن أصدق ذلك حتى روى لي صديق قصة ابنه (في الثامنة من عمره) مع والدته. القصة باختصار أن ابنه هذا بالرغم من ذكائه الحاد إلا أنه كثيرا ما يرسب في المدرسة، ويقضى الصيف في المذاكرة للملحق. بالرغم من أنه يعرف إجابات كل الأسئلة، حتى أنه في مرة حصل على درجة منخفضة جدا في أحد الامتحانات، وتصادف أنه كان سيبدأ لتوه مع مدرسة خصوصية جديدة. فاعتقدت المدرسة أن حصوله على هذه الدرجة يعنى أنه لا يفهم أي شئ في هذه المادة. وعندما سألت الطفل ما الذي لا يفهمه في هذه المادة، أجابها ببساطة "لا شيء، أنا فاهم كل حاجة فيها" فسألته ولم إذن لم تحصل على درجة النجاح حتى؟ لم يجب. فطلبت منه أن يحل نفس الامتحان فكانت النتيجة أنه لم اقترف خطأ بسيطا في جزء من سؤال. وبعد بحث وتقصى من الأب اكتشف أنه يفعل ذلك، ربما لا إراديا نكاية في أمه. وقد وصل إلى هذه النتيجة أحد المدرسين التربويين بحق في المدرسة. وعندما فكر صديقي في هذا التحليل وجد أن كل الشواهد تدل على صدقه. فالأم تعامل الولد بمنتهى القسوة، فالمذاكرة عبارة عن فاصل من الشتيمة والضرب والزعيق، وتسفيه كل ما يقول. وحتى عندما تكون الأسرة كلها مجتمعة، فكل المديح يكون من نصيب الابنة، وكل التسفيه، على أقل كلمة أو تصرف، وأحيانا بدون مناسبة، يكون من نصيب الابن المسكين. واللحظات القليلة التي تنعم عليه الأم فيها ببعض حنانها، تكون نتيجتها مذاكرة رائعة وفهما شديدا و إجابات رائعة في الامتحان. وبدأ صديقي هذا محاولة لاكتشاف زوجته من جديد، ليعرف سبب قسوتها البالغة على الابن وتدليلها المفرط لابنتها. فاكتشف أن الأم معقدة من أخيها الذي هاجر قبل زواج صديقي هذا منها، فلم يكن له ليعرف عنه شيئا. فقد كان هذا الأخ هو المفضل عليها في كل شئ، المدلل، حتى وصل التدليل إلى حد الإفساد، فقد كان مباحا له كل شئ،في الوقت الذي تمنع هي فيه من أبسط حقوقها. واعتاد أخوها هذا على ضربها وكثيرا ما كان يستولي على مصروفها، و أي شكوى منها كانت نتيجتها (علقة ساخنة). في النهاية توصل صديقي إلى أن زوجته ضحية التفرقة في المعاملة بينها وبين أخيها، وأنها تنتقم من أخيها في صورة ابنها. خاصة وأن ابنتها هي الأكبر والفرق بينها وبين الابن المسكين خمس سنوات، و بالتالي كانت هناك فترة طويلة أحست فيها الأم بقرب شديد قد يصل إلى التوحد في كثير من الأوقات مع ابنتها، فكان من الطبيعي أن تشعر تجاه الابن بهذه المشاعر. وعندما توصل لذلك بدأ يعرضها على محلل نفسي، (بعد جهد طويل لإقناعها بحاجتها لمحلل نفسي) حتى بدأت تتخلص من هذه المشاعر، وتعامل ابنها كما ينبغي للأم أن تتصرف مع ابنها. المشكلة وجدت حلا، ولكنى على يقين أن هناك حالات كثيرة مشابهة لا تجد حلا غالبا لجهل الزوج بأهمية التحليل والعلاج النفسي. وربما تساعد هذه الرسالة في توجيه نظر الآباء والأمهات لمشاكل قد تكون أثرت في تكوينهم، ويدفع ثمنها فلذات أكبادهم، دون وعى منهم.
صديقي.. أشكرك على مشاركتنا بهذه التجربة، وأضم صوتي لصوتك وأنصح كل الآباء والأمهات ألا يخافوا من التحليل النفسي، بل وأذكرهم بأهميته لهم قبل أن يكون لأبنائهم، لأن الأبناء هم الذين يدفعون الثمن غالبا. | |
|