الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحب


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما نضجت كرهت أبى أكثر من أمي.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lolo

lolo


المساهمات : 2711
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

عندما نضجت كرهت أبى أكثر من أمي. Empty
مُساهمةموضوع: عندما نضجت كرهت أبى أكثر من أمي.   عندما نضجت كرهت أبى أكثر من أمي. Emptyالأحد ديسمبر 02, 2007 1:39 am

* عندما نضجت كرهت أبى أكثر من أمي.

سيدتي..
أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري. وقد تربيت في كفالة أبى لأن أمي تركتنا وأنا طفل صغير وتزوجت من رجل آخر وسافرت، بعد أن حصلت من أبى على الطلاق. وتربيت على أنها امرأة لا تقدر الأمومة، وتهتم بنفسها أكثر من أسرتها. ولذلك كنت أكرهها، بل وأمقتها. وظل الحال كذلك حتى بلغت الخامسة عشرة . وفى أحد الأعياد كنا في زيارة لبعض الأقارب، فسمعت اثنين منهما يتحدثان عن أمي، وعن أنها كانت مظلومة مع أبى. ولأن المتحدثين كانا من أرجح أفراد الأسرة عقلا، ولهم عند الجميع مكانة خاصة، بدأ الشك يساورني فيما رواه أبى لي عن أمي. وبدأت، دون أن يعرف هو، أتحسس أخبارها عند بعض الأهل والأقارب، وكل يوم كنت أسمع منهم مديحا لها وإلقاء اللوم كله على أبى. طبعا كنا نفعل ذلك في الخفاء، لأن أبى شديد العصبية وفى منتهى العنف مع الجميع، فكانوا هم أيضا يخشون أن يعرف شيئا عما يقولون لى. وبعد محاولات مضنية نجحت فى أن أعرف مكانها، ولم تكن فى دولة أخرى، ولكن فى مدينة أخرى. وقررت أن أذهب إليها أيا كانت النتائج. وبالفعل أقنعت أبى أنى ذاهب فى رحلة مع بعض الأصدقاء، وسافرت وحدى لأمى. وبعد أن التقيت بها وجلست معها ساعات طويلة، تأكدت أن أبى لم يقل لى كلمة واحدة صادقة. وأن سبب الطلاق هو مجرد أنها لم تعد تحتمل قسوته فى معاملتها، وقد كان كذلك مع الجميع. كما أنها لم ترد أن ترفع عليه قضية لضمى حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتى وأنا صغير، وفضلت، هذه السيدة العظيمة، أن تبقى فى نظرى تلك المرأة الشريرة، على أن تمزقنى داخليا فى المحاكم بينها وبين أبى.
وكانت هذه الزيارة هى بداية المواجهة الشرسة دائما مع أبى. فبالرغم من أنها استحلفتنى ألا أذكر له شيئا عن تلك المقابلة، حتى لا يستاء منى، إلا أننى لم أحتمل أن يشوه صورتها أمامى بهذه القسوة لمجرد أنها لم تطق الحياة معه. وبعد أن عدت واجهته بكل ما عرفت، وما أن بدأ يعنفنى حتى انفجرت، لا أدرى حتى الآن كيف، ولكنى انفجرت بشكل أذهله هو نفسه وثرت عليه وقلتها له صراحة "أنا باكرهك، وحافضل اكرهك لحد ما أموت" وتركت له البيت وذهبت لعدة أيام عند أحد الأصدقاء، ثم ذهبت للعيش مع جدى، وفشلت كل محاولاته فى استعادتى، حتى أنه فى مرة أراد أن يجبرنى على الرحيل معه فأقدمت على محاولة الانتحار وفعلا أصبت نفسى بسكين، ولكن الله ستر ونجوت منها بسلام.
وبعد أن أيقن أنى لن أعود إليه أبدا، ساءت حالته النفسية، ثم الصحية. وألح على الجميع - بما فيهم أمى - أن أعود إليه أو حتى أزوره، ولكنى لم أستطع ذلك. فكل من يلحون على لا يشعرون بمدى القسوة التى تعامل بها معى. لقد حرمنى من أمى وهى على قيد الحياة، ليس ذلك فقط ولكنه شوه صورتها أمامى، فحرمنى من الإحساس بأمومتها، ولو بينى وبين نفسى وأنا فى أشد مراحل عمرى احتياجا إليها. فى طفولتى. لقد قتلنى، بل يا ليته قتلنى فعلا وأزهق روحى بدلا من أن يفعل بى ما فعل. لن أغفر له ذلك أبدا وسأظل أكرهه حتى آخر يوم فى حياتى.
فحتى الآن بعد أن عرفت أن أمى لم تكن كما صورها لى، لا أستطيع أن أعيش معها فى بيت واحد، فهى الآن متزوجة ولها ثلاثة من الأبناء، وبيتهم لن يسعنى. أزورها كل يوم تقريبا، ولكنى لا أستطيع أن أعيش معها فى بيت واحد.
لا أعتقد أنى سأكره إنسانا فى أى يوم مثلما أكره أبى الآن.


صديقى..لا أدرى ما أقول لك. ولكن حاول أن تتعلم من أمك، فرسالتك تشى بأنك تحبها الآن كثيرا. حاول أن تتعلم منها التسامح والحب. فهذه السيدة كما صورتها مثال للحب والتضحية. حاول أن تتعلم منها، ربما ساعدك ذلك فى تخفيف آلامك، وربما استطعت أن تتغلب على كل هذه الآلام وتسامح أبيك فى يوم ما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://amore.nicetopic.ne
 
عندما نضجت كرهت أبى أكثر من أمي.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحب :: كتابات فى الحب :: اعترافات ليليه بقلم الاذاعيه بثينه كامل-
انتقل الى: